حيانا، او غالبا قد ربما تغلب علينا العواطف فننسى انفسنا ولا نذكر نعم الله علينا ، حيث ان هناك الكثير والكثير والكثير من نعم الله لا تعد ولا تحصى التي كل نعمة منها لا تزنها كنوز الارض ورب الكعبه ، حيث انه وقبل ليلتين استوقفني شرطي بسبب نفاد بطاريات الضوء الأمامي للبسكليت الذي اقضي مشاويري عليه ، وكانت الساعة تقريبا الرابعة فجرا والشتاء قارس اثناء ذهابي إلى محطة بنزين لشراء قهوة تبعد عني ما يقارب الأربعة أميال
فتوقفت تلبية للشرطي بمسافة تقارب العشرون قدما مواجها سيارته وهو يخبرني في الميكرفون من داخلها ” لا تتقدم “.
وان من عادتي وأسلوبي التكتيكي لعدم تاجيج مشاعر رجال الشرطه .. وان لا أضع الكرة في ملعبهم او يأخذون الكثير من وقتي او أخذ الكثير من وقتهم .. انني اتبسم بوجههم وكانهم أتوا ليهدوني مليون دولار
وكالعاده أصارحهم بلطف وأتضامن معهم في السوءال والجواب ” فاذيبهم كما يذاب الحديد بالنار ويتركون الساحة بالنصح والتبسم وغالبا ما أكون كوميديا معهم بطريقة سلسه فيتركونني وشاني ويضحكون ويرجعون إلى سياراتهم بعد التحريات وهم يتمنون لي الخير .. والله الشاهد على ما أقول.
العجيب في الأمر والهدف من حديث يومي هذا هو ان ارسل رسالة تذكير لكم واذكر نفسي اولاً بنعمة ” لطف الله الخفي ” التي لا توازيها ولا تزنها كنوز الارض والسماء.
حيث انه ما ان انطلقلت سيارة الشرطه التي استوقفتني وبعد التحريات عكس الطريق بما انها كانت مواجهاتي، وهممت بالركوب على الدرجة لأواصل مشواري ..حتى تفاجأت بكل من كلاب الأندلس التي كانت الملكة ازابيلا تجيعا أياما ومن ثم تنزلها في الساحات لنهش اجساد المسلمين احياءا .. اذ ان قوام الكلب يعلوا قليلا عن نصف قامتي
وكان مستعرا .. وكان الجو موحش ايضا .. فما كان لي سوى خيار من خيارين .. الخيار الاول : اما ان انزل عن الدراجة واهرب او ان اهرب رجوعا بالدراجة فينط الكلب من وراءي ويلتهمني كوجبة عساء .. او ان اقف مكاني بحكمة ودهاء واستعمل الحيل التي قد يسوقها الي بديع السماوات والأرض لاتهادن مع الكلب او انهك قواه بالصبر والتريث.
فكان الاختيار الاسرع .. والسبيل الأفضل ان احكم العقل والمنطق وان استعمل الخيار الثاني
فبقيت مع خياري الثاني وأخذ الكلب من وقتي ما يتجاوز او يزيد عن الاربعون دقيقه..
وبما ان الهالك يتعلق بقشة كما يقول المثل .. فإنني قمت بأسلوبين..
الأسلوب الاول هو ان أتحكم في مادة الدرينالين التي يفرزها الجهاز العصبي في جسم الانسان بان لا انفعل فيسمى الكلب نوع من الجبن او الخوف فيتشجع اكثر.
واما الأسلوب الثاني في ان انظر حولي لشيء التقطه كي يخرجني من المأزق.. فألهمني الله إلى سعف نخل
التقطته وركضت وراء الكلب وانا انبح اشد منه حتى تغلبت عليه..
وبينما أنا بوسط تلك المعركة والسيناريو يدور تمعنت في لطف الله ان ساق لي ذالك الشرطي ليردني إلى حيث اتيت حتى لا يصيبني اي مكروه
الدرس الذي تعلمته ويجب ان نتعلمه جميعا:
اولا: ليس كل ما يلمع ذهبا وليس كل شوط نسلكه قد يكن اااااامنا
ثانيا: ياما هناك الكثير من الأمنيات وياما هناك الكثير من القرارات التي نتمناها او نتخذها ، تحمل اخطار ومصاءب واهوال لا يعلم مدى بعدها إلا الله .. ولو ان الله كشف لنا حجب الغيب لما وصل حال الامة إلى ما هي عليه
ثالثا: ليس كل ما يلمع ذهبا.. والحذر ثم الحذر ، ثم الحذر .. ولا اصابكم الله بمكروه
واما رابعا: إياك ان تكن ذليلا في مواطن الشجاعة ، او شجاعا في مواطن الذل .. فلرب شجاعة في غير موطنها او غير توقيتها تقضي عليك .. والعكس صحيح
– احبكم جميعا والى موضوع آخر بإذن واحد احد، دمتم في حفظ الله ورعايته ، ولقد حملت صورة من ذالك الموقف في اول تعليق